بسم
الله الرحمن
الرحيم
مقابلة
مع الأمين
العام سماحة
الشيخ محمد
علي المحفوظ
في جريدة (السفير)
نشرتها
بتاريخ 27/12/1994م
تحت عنوان:
الأمين
العام لـ (الجبهة
الإسلامية
لتحرير
البحرين) لـ (السفير):
الانتفاضة
تجاوزت
المطالب
السابقة
ونريد تغيير
شكل الحكم
فاجأ
الحدث
البحريني
الكثيرين
وطغت اخبار
الاضطرابات
والمواجهات
بين
المتظاهرين
ورجال الامن
على اخبار
القمة
الخليجية الـ
15 التي انعقدت
في المنامة
يومي
الثلاثاء
والاربعاء
الماضيين،
لابل ان هذه
القمة انشغلت
بالتأكيد
بدلالات
الحدث
البحريني
الذي قدم
لزعماء دول
مجلس التعاون
"درسا هو
الاول من نوعه
عن اهمية
الامن
الداخلي
استنادا الى
مفردة طارئة
على العقل
السياسي
الخليجي
الرسمي هي:
الامن
الاجتماعي.
لكن
الامين العام
للجبهة
الاسلامية
لتحرير
البحرين
الشيخ محمد
علي المحفوظ
يرى ان
المفاجئة
مردها الوحيد
الى عدم
متابعة
الخارج لما
يحدث في
البحرين منذ
شهور عدة، حيث
بات اعتصام
العاطلين عن
العمل امام
مقر وزارة
العمل، في
يومي الخميس
والسبت من كل
اسبوع، مشهدا
مألوفاً مع ما
يرافقه من
مظاهر باتت "فولكلورية"
عن مواجهات
ولجوء قوات
الامن الى
استخدام
القوة
واعتقال
المحتجين.
"السفير"
التقت الشيخ
المحفوظ،
ومعه مسؤول
العلاقات
الخارجية في
الجبهة
عبدالامير
العرب، لتقف
منه على صورة
ما يجري في
البحرين
اليوم، وما هي
الاحتمالات
المستقبلية
لهذه "الانتفاضة"
وهي التسمية
التي بدأ
استخدامها
بكل "راحة
ضمير" بعد
اطلاقها من
قبل صحيفة "الاندبندنت"
البريطانية
التي شبهتها
بالانتفاضة
الفلسطينية.
السؤال
الاول الذي
وجهناه للشيخ
المحفوظ كان
عن السقف
السياسي
الحالي
للانتفاضة
وعما اذا كان
ما يزال هو
نفسه الذي
اعلن في
العريضة
الشعبية التي
اطلقت شرارة
الاحداث، اي
اعادة احياء
الحياة
البرلمانية
واعادة
المجلس
الوطني (البرلمان)
المنحل منذ 1975م.
يقول
الشيخ
المحفوظ: "ما
حدث حتى الآن
بات متجاوزاً
لمطلب اعادة
المجلس
الوطني
السابق الذي
كان نصف
اعضائه
معينين من قبل
الشيخ (امير
البحرين)
والنصف الآخر
تم انتخابه
ديموقراطياً
لا بل ان دستور
1973م نفسه ماعاد
صالحاً في ظل
الظروف
المستجدة.
ـ
لكنه دستور
متقدم عصري؟
صحيح
انه كان
متقدما يومها
بالنسبة
للبحرين، وما
زال بالنسبة
للكثير من
الدول في
المنطقة، لكن
الناس الذين
انتفضوا هم
الذين يرفعون
الآن شعار
اسقاط آل
خليفة من
الحكم
ويحملون رئيس
الوزراء
الشيخ خليفة
بن سلمان آل
خليفة
المسؤولية
المباشرة عن
اعطاء
الاوامر
لقوات الأمن
باطلاق النار
على
المتظاهرين.
ثم ان
دستور 1973م يبدأ
ببند اساسي
يقول "الحكم
وراثي
والامير ذات
لا تمس" هذا لم
يعد مقبولا في
وقت باتت فيه
العائلة
المالكة تمسك
بكل شيء في
السياسة
والمؤسسات
والوزارات
والاقتصاد
والتجارة.
نحن
لا نستطيع ان
نرفع شعارات
دون مستوى
المطالب التي
يرفعها
الناس،
ولعلمكم فإن
أشخاصا في
داخل البحرين
يؤكدون في
اتصالاتنا
معهم ان
الصورة التي
تقدمها وسائل
الاعلام في
الخارج لا
تمثل سوى عشرة
في المئة من
حقيقة ما يجري.
ـ
فلنحدد
بالضبط ماهي
المطالب؟
اولاً
وقبل كل شيء
اجراء
انتخابات حرة
ونزيهة توفر
تمثيلا
حقيقيا صحيح
ان البرلمان
السابق كان
خطوة متقدمة
بمواصفات
المنطقة، إلا
انه كان تجربة
ديموقراطية
مبتورة، ومع
ذلك لجأت
الحكومة الى
حله عندما حال
دون تمرير
قوانين معينة
وبالاخص
قانون أمن
الدولة
الصادر في
العام 1974م.
نريد
ديموقراطية
حقيقية
ميزتها
التعددية،
وندعو
العائلة
المالكة الى
دخول
الانتخابات
واذا فازوا
فليكن.
ـ
وكأنكم
تطالبون
بتغيير الحكم؟
الاصح
القول اننا
نطالب بتغيير
اسلوب الحكم
وليس تغيير
الحكم، ثم
دعونا لا
نستبق الامور.
ـ اذا
ما نوت
الحكومة فتح
حوار الآن
لإنهاء
الانتفاضة
فبماذا
تطالبون الى
جانب ما سبق
ذكره؟
المطالب
كثيرة اهمها:
محاسبة
المسؤولين عن
عمليات القمع
والقتل وسحب
قوات الامن
واعادتها الى
الثكنات،
واعادة
الهدوء الى
البلاد
واطلاق سراح
المعتقلين
والمسجونين
في الاحداث
الحالية،
الذين قدّرهم
دبلوماسي
اجنبي عددهم
بأكثر من 1600،
اضافة الى 22
سجيناً
سياسيا
واطلاق حرية
الصحافة
والتعبير عن
الرأي وايقاف
الانتهاكات
لحقوق
الانسان ولا
سيما حقه في
السفر
والعودة الى
وطنه، كما
نطالب، وهذا
امر مهم
بالتعويض عن
الضحايا
الذين سقطوا
برصاص الشرطة (دفع
تعويض
لعائلاتهم)
وايضا بتحقيق
العدالة
الاجتماعية.
ـ هل
من مجال لقبول
الحكومة بفتح
حوار؟
ثمة
تجارب سابقة
لرفض الحكومة
الحوار،
ولكننا نشهد
حاليا أمورا
مختلفة،
فللمرة
الاولى نسمع
شيخا يتكلم
عبر الاذاعة
البحرينية
الرسمية قبل
ايام قليلة
حول ما يحدث،
ويوجه
انتقادات
للحكومة
وللاجراءات
الامنية التي
اخذتها.
ـ ثمة
تركيز في
وسائل
الاعلام على
المسألة
المذهبية
لتصوير ما
يجري في
البحرين
باعتباره بين
معارضة شيعية
وبين حكومة
تمثل السنة،
وانتم كحركة
سياسية دينية (شيعية)
المقصودين
بهذه
المسألة،
ليتم من
خلالكم اتهام
ايران بأنها
وراء ما يجري،
فما رأيكم؟
نود
التأكيد انه
لا حالة
مذهبية او
طائفية في
البحرين،
الموجود همّ
وطني جامع،
فالانصهار
والمصاهرة
بين سنة وشيعة
البحرين
تحققا منذ وقت
طويل، وهذه
التفرقة اصلا
اوجدها آل
خليفة لفرض
حكمهم
وساعدهم في
ذلك
البريطانيون.
والآن
يركزون على
صبغة مذهبية
للانتفاضة
بهدف إظهار آل
خليفة وكأنهم
"حماة" مصالح
السنة،
والامر ليس
صحيحا ابداً،
ففي البحرين
المواجهات
الآن هي بين
الشعب بفئاته
كافة وبين
الحكم.
ونكتفي
هنا بالاشارة
الى بعض ما ورد
في "بيان
علماء الدين
في البحرين"
الذي صدر في 17ديسمبر
الحالي.
يقول
البيان: "والمراقب
لتطورات
الاحداث
الاخيرة في
البلاد،
لايسعه الا ان
يقول بأن
ماحدث ماهو
الا نتيجة
احباطات
شديدة
متراكمة تعرض
لها الشعب ولا
يمكن تفسير ما
حدث كالذي
يرتبط بأصل
القضية، فمن
اجواء غياب
الحياة
البـرلمانية
والمراقبة
التشريعية
لاعمال
الحكومة،
وانتشار
الاعمال
المخلة
بالآداب
العامة
وارتفاع معدل
البطالة يوما
بعد يوم،
وانخفاض
الاجور،
وارتفاع
الاسعار
وزيادة
الضرائب،
وارتفاع معدل
الديون التي
افرزت
الحرمان
لقطاعات
واسعة من
الشعب حتى من
ضروريات
الحياة فضلا
عن
كمالياتها،
كما ان غياب
حرية الصحافة
والتعبير،
ومنع عدد كبير
من المواطنين
من السفر،
وسحب جوازات
سفرهم ومنع
مواطنين
آخرين ـ في
ظاهرة غير
مسبوقة ـ من
العودة الى
الوطن،
وانتهاك
حرمات
المنازل
والقيام
باعتقالات
عشوائية شملت
حتى الاطفال..
اججت مشاعر
الغضب
والاستياء،
وبدلا من ان
تتفهم
الحكومة كل
هذه
الملابسات
والمشاعر،
وتعمل على
تهدئة
الموقف،
واحتواء
الاوضاع،
قامت
باستعراض
للقوة ضد
ابنائها
العزل، مما
دفع البلاد
الى موجات من
العنف، هي
اصلا مخالفة
لطبيعة هذا
الشعب المسلم".
ويضيف
البيان ان "موجة
استياء وغضب
عمت جميع
قطاعات الشعب
بغير استثناء
الشيعة منهم
والسنة".
ـ ما
زالت ايران
تعتبر
البحرين
المقاطعة
الرابعة
عشرة، وهذا ما
يدرس في الكتب
المدرسية ـ
حسب وكالات
الانباء ـ ما
هو ردكم على
ذلك؟
اود
ان اشير الى
انه في خلال
الانتفاضة
الحالية،
وقبلها لم
يرفع اي شعار
ايراني،
والتهويل
بذلك ليس الا
سياسة غربية
وبحرينية
رسمية.
والمعارضة
البحرينية
ليست واحدة،
فهناك
الاسلامي،
والقومي،
والشيوعي،
وذو الميول
الغربية
وكذلك
الايرانية.
وبالنسبة
الى ما اثرته
في بداية
سؤالك، فإننا
من موقعنا
ننفي ذلك، ولا
اظن ان ذلك
صحيح
فالبحرين
جذورها عربية
مائة في
المائة.
ـ
اشرت الى
تيارات داخل
المعارضة
البحرينية،
فهل هناك
تنسيق بين هذه
التيارات في
المرحلة
الراهنة؟
التنسيق
قائم قبل
الانتفاضة
بين مختلف
تيارات حركة
المعارضة،
ولا سيما بين
الجبهة
الاسلامية
لتحرير
البحرين
ولجنة
التنسيق بين
الجبهة
الشعبية
لتحرير
البحرين
وجبهة
التحرير
الوطني
البحرينية،
واليوم نجري
اتصالات مع
الاخوة في
لجنة التنسيق
لتفعيل
الانتفاضة.
ـ وهل
هناك تنسيق مع
حركات
المعارضة في
دول الخليج؟
كانت
لنا تجربة في
هذا المجال،
خاصة عندما
زرنا كمعارضة
خليجية تحت
اسم لجنة
الدفاع عن
حقوق الانسان
في الخليج
البرلمان
الاوربي، اما
في الظروف
الراهنة وان
كان هناك
تعاطف بين
الحركات في ما
بينها، الا
انه لم يرق الى
ما نصبوا اليه.
ـ الا
تجد ان الغرب
بصورة عامة،
واقله في ما
نسمع ونقرأ،
يتعاطف مع
الحركة
الشعبية في
البحرين؟
الغرب
متناقض في
نظرته للوضع
في البحرين،
فعلى الصعيد
البرلماني،
تجد ان لجنة
حقوق الانسان
في الكونغرس
الامريكي
تنتقد الوضع
الذي وصلت
اليه الحالة
عندنا، ولكن
القرار
السياسي
مغاير تماما
لذلك، على
الرغم من
امتلاك الغرب
معلومات
دقيقة ووافية
عما يجري هناك.
فالبريطانيون
من خلال
سيطرتهم على
الامن
والمخابرات
والامن
الجنائي
يعرفون قدرة
المعارضة
السياسية،
وهم بالتالي
يهيئون سبل
مواجهتها.
m
m
m