بسم الله الرحمن الرحيم

مقابلة مع الامين العام سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ

في مجلة (نداء الوطن) نشرتها بتاريخ 4/4/1995م تحت عنوان:

الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين
يعترف بوجود وساطات بين الحكومة والمعارضة

 

يربط الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين الشيخ محمد علي المحفوظ حديث السلطات البحرينية عن تدخلات خارجية في تحريك الانتفاضة الشعبية في تلك البلاد، بكون السلطات ذاتها اجنبية، وهي وافدة الى البحرين.

ويضيف في تصريح خاص لـ (نداء الوطن) ان "الانتفاضة في البحرين لم تتوقف، كما يتصور البعض، وانما هدأت في فترة شهر رمضان، واتخذت طابعا آخر. اذا كان قد تم الاتفاق بين مختلف الاطراف على ان تترك فرصة للوساطات الخيرة، والجهود المبذولة، من قبل بعض الوسطاء للضغط على السلطة الحاكمة في البحرين، حتى تحقق المطالب المطروحة".(…)

وفي رد على سؤال يقول الشيخ المحفوظ: "خلال شهر رمضان تمت تعبئة وتنظيم الصفوف، وتوعية ابناء الشعب لاهمية الالتزام بمبادئ الانتفاضة والحفاظ على استمرارها، لكن الحكومة مع الاسف لم تستجب للجهود الخيرة سواء أكانت من الداخل او من الخارج، ولم تستمع لصوت العقل والحكمة، اذ كان يتوقع ان تقوم هذه السلطات بإطلاق سراح المعتقلين الذين تجاوز عددهم ثلاثة آلاف معتقل.

ونتيجة لعدم تجاوب السلطة مع المطالب الشعبية، وعدم إطلاق سراح المعتقلين في عيد الفطر المبارك، تأججت المشاعر الشعبية واتفقت فصائل المعارضة على ان تنطلق المسيرات مجددا في شوارع البحرين". (…)

اما لجهة حديث الحكومة البحرينية عن تدخلات خارجية في المواجهات والاحداث التي تجري بشكل شبه يومي في مختلف انحاء هذه الدولة الصغيرة جغرافيا، يقول الشيخ المحفوظ: "ان حديث السلطات البحرينية عن تدخلات خارجية، يراد منه صرف النظر عما يجري داخل البحرين، وربما تكون عقدة التدخل الخارجي وحماية الاجنبي قضية مرتبطة بالسلطة نفسها اكثر مما هي مرتبطة بالشعب.

اذ ان السلطات ذاتها مرتبطة بالاجنبي وبحماية الاجنبي لها، وكل السلطة ايضا اجنبية "يشير الشيخ المحفوظ في هذا القول الى ان اسرة آل خليفة الحاكمة في البحرين وفدت الى تلك الجزر عام 1783م وهذا يجعلها تفكر دائما بأن هناك مؤامرات اجنبية وتدخلات خارجية في ما يجري في بلادنا.

ولو كان يريد الشعب البحريني الانضمام الى ايران، او افساح المجال للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية، لكان هذا الشعب وافق على الانضمام لايران في استفتاء عام 1973م ولكن السلطة تنسى هذا الامر، وتنسى ايضا ان هناك مطالب شعبية محقة".

والشيخ المحفوظ لا يرد سبب اندلاع الاحداث الى قضية البطالة والعمالة الوافدة فقط، اذ يقول: "ان القضية ليست مرتبطة بجانب واحد فقط، فهناك ايضا قضايا غير قضية العمالة الاجنبية الوافدة، ومشكلة البطالة المحلية، وربما يكون هذا الجانب هو احد اسباب تفجر الانتفاضة، ولقد ذكرنا في السابق ان الاوضاع في البحرين ستتغير في اي لحظة، وحذرنا من وجود البطالة ايضا، ليس فقط في صفوف ابناء البحرين بل أيضا في صفوف العمال الاجانب الموجودين في هذا البلد".

وفي رد على سؤال الى اي مدى يمكن ان تتفاقم الاحداث، وامكانية وصولها الى درجة الحرب الاهلية؟ يقول الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين: "ان اندلاع الحرب الاهلية امر  مستبعد لعدم وجود اسباب لمثل تلك الحرب، فالمشكلة ليست مشكلة طائفية كما يحاول البعض تصويرها، وهي مشكلة وطنية بين الشعب والسلطة وبالتالي لا يوجد اي مبرر لحرب اهلية".

وحول امكانية تطور المواجهات الى حد المواجهات المسلحة، بين المعارضة والسلطة، يضيف الشيخ محمد علي المحفوظ "ان الامر مرهون بمدى تجاوب السلطات مع المطالب الشعبية، وبمدى قدرة الشعب على تحمل اساليب القمع والتنكيل ولا يمكن بالتالي استباق الامور".

m                  m                m

رجوع