رسالة من الداخل تعبر عن رأي كاتبها

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احداً إلا الله وكفى بالله حسيباً).

صدق الله العلي العظيم

إن ما حصل مساء يوم الخميس 8/7/1999م حين خرج الشيخ الجمري وهو يقرأ رسالة الاعتذار أمام طواغيت آل خليفة، يمثل مأساة كبيرة وإذلالاً بحق الشعب البحراني الصامد الذي قدم تضحيات كبيرة في طريق الحرية والكرامة .

إن هذا التنازل المهين من قبل الشيخ الجمري يضع أمامنا تساؤلات عديدة لابد أن نتوقف عندها بكل شجاعة ومن دون مجاملات، فالقضية لا ترتبط بالشيخ الجمري فقط وإنما ترتبط بنا جميعاً، فهي قضية شعب بأكمله وليس من حق أي كان مهما كانت منزلته او موقعه ان يفرط في حقوق الأمة وخاصة إذا كان شخصية كالشيخ الجمري الذي تعلقت به الناس ورأوا فيه أملاً في تحقيق مطالبهم وإذا به يخذلهم بطريقة مهينة لا تنفع معها كل التبريرات والاعذار .

إن كلام البعض وتبريراتهم للموقف المتخاذل الذي اتخذه الشيخ الجمري أسوأ مما قام به هو نفسه على شاشة التلفزيون او ما وقعه من تعهدات أمام وزير الداخلية .

ان هذه التبريرات السخيفة هي في الحقيقة التي تقتل الوعي والروح عند الناس وتجعلهم يعيشون دائماً في دائرة الأوهام والبساطة في التفكير .

انه ليس الخطأ الأول الذي يرتكب بحق الناس فقد سبقته جملة من الاخطاء التي ادت إلى هذه النهاية المذلة، ومع احترامنا للشيخ الجمري وما قدمه من تضحيات إلا ان الحق أكبر من الاشخاص.

فلماذا يكتب علينا ان نبقى في حالة من السذاجة والبساطة، افلا يكفي أن آل خليفة استعبدوا الناس خلال اكثر من قرنين من الزمان؟

فلماذا يقوم البعض بتمرير هذه المبررات من أجل خداع الناس وتضليلهم؟

فالشيخ الجمري قد توقف وعلى الشعب ان يستمر في جهاده لانه لا صوت يعلو فوق صوت الثورة والحق.

أما كلام البعض وبياناتهم عن ان على الناس ان ينتظروا، او التبريرات السطحية للمواقف المهينة فهو خيانة بحق دماء الشهداء الابرار .

وأما آل خليفة الطغاة فليستعدوا لمواجهة الغضب المقدس من ابناء الانتفاضة وقد اعذر من انذر .

إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب .

أبناء الانتفاضة

11/7/1999م.

عودة