بسم الله الرحمن الرحيم

(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ، وكفى بالله حسيبا )

وماذا بعد …..

ماذا بعد إطلاق سراح سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري ؟  وخصوصا خروجه على شاشة التلفزيون بذلك الموقف الذي أقل ما يقال عنه أنه مخزي !!!!.

هل توقفت المسيرة ؟

وهل هذه النهايه هي التي من أجلها قدمنا التضحيات والقرابين والشهداء ؟

وفي الأساس ماذا كانت غايتنا ؟ هل انتفضنا لمجرد الأنتفاضه ؟؟

اذا كانت هذه هي النهاية ، فلماذا بدأنا ؟ هل لننتهي بإذلال أكبر من الذي بدأناه ؟ أم أنه كانت لدينا أهداف ومبادئ وقيم نريد لها أن تظهر وتنتشر !!!

هل صحيح أننا ضحينا بأبنائنا وشبابنا من أجل ( برلمان ) في ضل حكم العائلة الملعونة !!!!!

أم أننا بذلنا ما بذلناه لأجل أهداف أكبر ؟

من يتحمل الآن ثمن تلك الدماء الزاكيه التي سقطت من أجل  القضية ؟

وهل كانت قضيتنا بتلك التفاهة التي يستطيع شخص ( أيا كان ) ، أن ينهيها بجرة قلم وخطبة عصماء وفوقها ( حبه على الخشم ) ؟؟؟

وهل دماء الناس ،  وأعراضهم ،  وشبابهم الضائع ، بهذا الرخص حقا للدرجة التي يقام عليها المزاد علنا على شاشات التلفاز وتتناقلها وسائل الأعلام بالصوت والصوره ؟

أسئلة حائره يتداولها الناس في أوساطهم وتبحث عن أجا به مقنعة ، حقيقية ، بعيدة عن الوعود الزائفة ، والأحلام البراقة ، التي خدرنا بها من يدعون أنهم ممثلون لنا ولانتفاضتنا المباركة …

الآن وبعد هذه المقدمة نحب أن نوجه مجموعة من الرسائل ، ليعرف الناس حقيقة موقفنا نحن - أبناء الأنتفاضه - .

الرسالة الأولى : نوجهها لشعبنا الصامد داخل البحرين ، سواء ممن هم في السجن الكبير ، أو ممن يرزحون في المعتقلات الخليفيه ، نقول لهم : أنها الفرصة الآن ليختبر الله سبحانه وتعالى صدقنا ويختبر إخلاصنا  يقول تعالى في محكم كتابه ( الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلكم ، فليعلمن الله الذين صدقوا منكم وليعلمن الكاذبين ) ، أنها الفرصة لنثبت للعالم أننا أصحاب قضية حقيقية ، وأنا مصرين على مطالبنا ، وليتراجع عنا من يتراجع ، فأننا على الحق ، وسنبقى ، ولنتذكر قصة عاشوراء عندما قال علي الأكبر لأبيه : أبتي ، أولسنا على الحق ؟ قال الحسين : نعم ، فأجابه الأكبر : إذا لا نبالي بالموت أوقع علينا ، أم وقعنا عليه …

نعم أننا نردد مع علي الأكبر ولكن بكلمات مختلفة قليلا : أننا لا نبالي بمن يتراجع ، ومن يتعب في منتصف الطريق ، فأننا مواصلون - إنشاء الله - طريق الأنتفاضه والثورة ، حتى تحقق أهدافنا جميعها ، كاملة غير منقوصة ، أهدافنا التي عاهدنا الله وعاهدناكم عليها ، وهي الإخلاص لله في كل أعمالنا ، والسعي لأقامة حكم الله سبحانه وتعالى في أرضنا ، ورد الحريات المسلوبة ، وإقامة الحدود المعطلة ، وإزالة المفاسد المنتشرة … ورسالتنا اليكم : واصلوا طريق الأنتفاضه ، لاتدعوا فرصة لآل خليفه أن يتلاعبوا بقضيتنا بمسرحية رخيصة كان المخرج والممثل فيها فاشلين .

الرسالة الثانية : نوجهها لسماحة الشيخ الجمري ،

 أنه لا ينكر جهادك ، يا أبا جميل ، ووقوفك مع الناس إلا جاحد ، أو حاقد ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ،

ولكن ….

كيف سمحت لك نفسك الأبية أن تقف تلك الوقفة الصعبة ، أمام مغتصبي أرضنا وحريتنا ، لتعتذر منهم ، أما كان الأولى لهم أن يأتوا هم ليعتذروا للشعب عما ارتكبته أياديهم المجرمة طوال مدة اغتصابهم للحكم في بلادنا .

وكيف أتحت لهم الفرصة لكي ينالوا منك ؟

كيف لم تستغل هذه الفرصة ، أمام مجلس عائلتهم وأمام مجلس وزرائهم ، لتقول ( كلمة حق أمام سلطان جائر )  سيدي الشيخ : أن فرحتنا بلقائك لا ينسينا إياها إلا صراخ الأيتام داخل البيوت ، ونحيب الأرامل ، وآهات المعذبين ، وحال بلادنا التي تحولت في حكمهم إلى ماخور تمارس فيه الدعارة والمنكرات شهارا ظهارا ، سيدي الشيخ : إن كنت تعترف بدستورهم وترضى بهم حكام ، فلماذا لم تنصحهم ؟ لماذا لم تطالب بإطلاق سراح بقية المعتقلين ومثلك بالتأكيد يعلم كم وصل عددهم ، لماذا لم تنصحهم أن يعوضوا الناس عن الأضرار التي أحدثوها داخل مناطقهم وفي بيوتهم ، بل وفي نفسياتهم !!!

سيدي الشيخ : ترى هل بعت قضيتنا ؟ ترى وماذا كان الثمن ؟

إذا كان الثمن هو حريتك ، فهل أنت الآن حرا فعلا ؟

وقفة صادقه مع النفس شيخنا العزيز ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) .

رسالتنا الثالثة : لجميع الأخوة في المعارضة بجميع فصائلها ، كفاكم أيها الأخوان معارك جانبيه ، ولتتفرغوا بإخلاص لقضية شعبنا المظلوم ، يكفينا من التنظيرات والتبريرات ما جاءنا لغاية الآن ، وكفانا من الحروب الكلامية التي أكثر ما تسعد النظام وزبانيته ، آن أوان الوحدة والعمل الجاد المخلص لأجل الشعب ، لأجل الأرض والناس ، لتوحدوا جهودكم ولتعملوا يدا واحده في جميع الميادين ، آن الآوان لتتركوا لندن لأهلها وتنزلون إلى الشارع  ، لتوجهوا الناس وتبثون الوعي والصمود فيهم ، قبل أن يفوت الأوان ، فصدمة الاعتذار من الشيخ كفيلة بأن تهزم نفوس الشعب وتثير الإحباط فيهم فماذا أنتم فاعلون ؟

رسالتنا الرابعة : لمغتصبي حرياتنا وبلادنا ، لآل خليفة ، أعلموا إن كان فيكم عاقل أن ما فعلتموه قد زادنا إصرارا على المضي على درب الثورة والمطالبة بحقوقنا المشروعة ، واعلما أن كل ما فعلتموه لن يزيدنا إلا إصرارا وعنادا ، ولتعلموا أن العد التنازلي قد بدأ ولن يوقفه أحد أيا كان ، فانتظروا لترون غضب الشعب المقدس ماذا يمكن أن يفعل ، وأن يوم الانتقام قريب ، أقرب مما يتصور من أوحى لكم بهذه المسرحية ، واعلموا أن يومنا عليكم سيكون أشد من يومكم علينا ، آن لكم الأوان أن ترحلوا وتتركوا البحرين لأهلها ، قبل أن يخرجكم شعبنا الأبي أذلاء صاغرين ، وستندمون - ولات حين مندم - ، وسترون بأم أعينكم هذا العهد كيف يتحقق بسواعد الشباب المظلوم المضطهد ، الذي ظننتم أنكم قادرون على إركاعه .

 

وبعد فهذه رسائلنا ، و ( هذا بيان للناس ) ، وليعلم الجميع إننا على العهد باقون ، وأن شجرة ثورتنا لن تموت وأننا على الدرب سائرون  ….

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

في 14/07/1999م

كتيبة الثوره- البحرين