بسم الله الرحمن الرحيم

المطالبة بالحقوق عمل مجيد ومستمر..

ان الاحداث التى توالت متسارعة فى البحرين وفى ظرف ثلاثة ايام من يوم الخميس 8/7/1999م كانت عسيرة ومؤلمة بالنسبة لابناء شعبنا وسواهم من الغيارى والشرفاء,  فينما كان المراقبون بانتظار ما يمكن أن يدلل على احتمالات ميل السلطة الى التعقل والانفراج فى الوضع المتأزم منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية المظفرة نهاية 94م, تبين للجميع أن ما كانت تتشدق به الحكومة من وعود  لم تجد لها ما يدعمها فى الواقع العملى وانها مجرد وعود سياسية فارغة, كأى سلطة دكتاتورية لا تحترم شعبها, ولا تملك أثرا من المصداقية فى أقوالها, والذى فأجا المراقبين للوضع فى البحرين هو تذبذب السلطة وانعدام تماسكها الى درجة غير معقولة, فبعد اصدار الحكم على فضيلة الشيخ الجمرى بالسجن 10سنوات وتغريمه 5ملايين دينار بتهم ملفقة ووصمة بالتخريب والتخابر مع جهة اجنبية, صدر الحكم باطلاق سراحة فى اليوم الثانى, وذلك بعد قراءة اعتذار امام رموز السلطة الخليفية, وهذا الاعتذار يبقى اعتذارا شخصيا لا يلزم احدا من المجاهدين والمناضلين الاخرين, وان شعبنا فى البحرين شأنه شأن الشعوب المقهورة المطالبة بحقوقها وحريتها, يرفض السكوت على الظلم والفساد والقمع الذى تمارسه السلطة الحاكمة تجاه المطالبين بدولة المؤسسات وسيادة القانون وعودة المجلس الوطنى المنتخب, وانهاء الفوضى القانونية والقضائية ومحكمة امن الدولة السيئة الصيت, لان ذلك واجب دينى ومسؤلية اخلاقية ووطنية لا يجوز التخلى عنها بحال من الاحوال, وتراجع أى فرد كان ليس له علاقة ببقاء الاسباب الحقيقية التى تغذى الازمة القائمة وتزيدها تفاقما كل يوم بسبب اهمال السلطة واستهتارها بالمواطن. فما دامت السلطة الخليفية تصر على استخدام أساليب القمع وعدم احترام ارادة الشعب ومطالبه وترفض الانصياع للحوار,  فان شعبنا المضطهد لا يرى خيارا غير الاستمرار والصمود والتصميم على نيل كرامته وحقوقه مهما كلفه ذلك من تضحيات، واذا كان اعتذار الشيخ الجمرى حفظه الله يشفى شيئا من حقد السلطة وغيظهم عليه, فان الشعب المكلوم عامة والامهات الثاكلات والارامل المفجوعات خاصة لن يخفف غضبهن وحقدهن اعتذار السلطة, ولن يقبلوا باقل من محاكمة الجلادين, والقتلة السفاحين  الذين قتلوا الهانيين والصافى ومزقوا جسد نوح والاسكافى وغيرهم من الشهداء وضحايا البطش والتعذيب أمام محكمة دستورية عادلة، ان ما ابداه شعبنا من وعى وبطولة امام البطش قد سدد صفعة للسلطة الظالمة, وان ما قدمه على طريق التحرر والانعتاق قد اكسبه تقدير واكبار الشرفاء فى العالم وسطرها التاريخ فى صفحات مشرقة. وكل ذلك عمل مجيد يستحق الفخر والاعتزاز ويستوجب الاصرار والمواصلة الثابتة المستمرة.

اللهم ارحم شهداءنا وفك سجناءنا وأعنا على من ظلمنا..

علماء الدين المبعدون

السيد حيدر السترى - الشيخ  على سلمان - الشيخ حمزة الديرى

لندن  18/7/99م.